
عامان و مازلت أقف على نفس النقطة .
أقف عليها محاولة التمسك بآخر بقايا نفسى
التى تكاد تضيع منى فى وسط هذا الزحام
أحاول التشبث بالنقطة الأشبه بالمعلوم حتى و لو كان عليها رمقى الأخير ،
و تلف عجلة العام و ها أنا أقف عليها بين فرح وجودى و حزن قلبى الذى يحترق من أجل
اللا شيئ .
أحاول التركيز فى مركز النقطة فربما يكون هناك مفتاح روحى التى تذهب مع الزمن .
رنات الهاتف تجلبنى من دوامة تفكيرى المتكرر بحكم مرور الأيام
لم أكن أحتاج للكثير من عبارات أمى لكى أعرف أنه على الخط الآخر من الهاتف
تختلج مشاعرى فى لحظة ولادتها من بين أضلعى أحاول مسرعة للهروب من أمر حتمى
لابد من مواجهته
إلى متى سأعيش فى ماضى يقترب من العقد ؟؟؟
أذهب إلى رحلتى مع الذكريات أخرج إلى الشارع متجهة إلى شواطئ المحيط
أمشى من أجل كل عبارة إستئثرها لقلبى .. عن كل لحظة إفتقدنى بها ..
عن حبى الذى طالما إحتضر دون علمه . عن كل لحظة فضلت الهرب عن مواجهته .
تزيد ضربات قلبى مع كل خطوة أخطوها غربا بعيدا عن محور حبه .
أحاول الإستواء على نفس السرعة التى إبتدأت بها ، و أزيد من سرعة خطواتى
كلما هاجمنى ضميرى بلومه الأليـم .
يدفعنى خوفى إلى ممارسة رحلتى مع الزمان كلما ضاقت بنفسى أرجاء دنيتى .
على شواطئ المحيط الرملية أفضل السير من دون حذاء أتحسس رمال الشاطئالرمضاء على قدماى الحافيتين .
أتركها تقشعر جسدى البارد فربما توقظ إحدى النوبات
أو لتكن لعبة فقط من أجل التسلية ..
أحاول مراقبة موجة عالية تقتلع نفسها من أغـوار المحيط الغامض ..
تأتى عالية لا أكاد أرى مدى علوها .
تقترب من الشاطئ بسرعة الأقدار ..
لكنها سرعان ما ترتطم مع حواف الشاطئ المتهترة و لا تفعل أكثر من تفكيك حبيبات بعض الرمال اليابسة
التى آثرت البقاء على أطراف أصابعى المبللة ..
فتذهب و هى عائمة عالمة بعودتها مرة أخرى مع إحدى الموجات .
حتى الموجات تخزلنى فى إعتقادى لها بالقوة المدمرة ، العنيفة العاتية ، الجبارة المتمردة
لكل عالمها تخزلنى المتكبرة فى إعتقاداتى !!
أواصل مرة أخرى برحلتى المقدسة لأجد بقايا ما فقدت أو لأعيد مركب حبى المنفلت
إلى مدار فضائه المنتظـر !!
تفتقد أفكارى معناها من كثر تكرارها فى رأسى ..
أجد الراحة على ظهر صخرة صلبة ما تزال تقف مع الزمان .
أشاهد رؤى الأمواج فى لحظة ولادتها من بطن المحيط الغامض إلى لحظة الإنتحار على الشاطئ ..
و لكن مالم تكن تأتى به عينى هو صد الصخرة المستمر لكل ما أتى فى طريقها المدمر من مياه
أتابع سيرى فى سماء بيضاء كأشرعة سفن أقلعت شراعاتها للتو ..
تقترب من الأرض تلامس رؤوس الأشجار كأم تقبل صغارها .
لحظة حالمة ..مرة أخرى أخون عهدى و أستأنف التفكير ، ثم أبدو كالرمال و أوافق بتفكك
كيانى المشلول قبل الميلاد .
لقاء نقاطنا سيكون شيئ حتمى مسلم به ..
فكل دوران شراعى باحثا عن مرافئ اللا مذكورين
سيكون ثمنه نظرة من إنسان دفع عمره لمن تستوقف ساعات الزمان من أجل قياس مقادير الأمور .
لم تكن كل أسباب المواجهة بشافية على نفسى المجروحة التى تأبى الإتهام أوالجراح من جديد
أتوقف برهة لأسبح فى أعماق تفكيرى الدائم ..أراجع خطاى السابقة فى رحلة العودة المصيرية
لكى أخبره بحقيقة مشاعرى بكل قوتى المستنفرة لهذا العمل .
أبحث عن أسهل الطرق للمواجهة . لكن كيف لى أن أشرح له مازلت أفكـر فى حبى لك و أصدك
عن حياتى أتجاهل مدى معناك فى أركان حياتى و تهزنى أخبارك التى تأتينى دون طلب
و أشتاق إلى حضنك .كيف له أن يفهم كل هذه التناقضات المحيرة و التغيرات الجارفة
أو كيف له أن يدرك أن صغيرته بعفويتها تستفهم حبه
و كيف لصغيرته أن تخبره ذلك !!!
ربما يلعن الأيام التى فرقتنا و غيرت من ملامحنا الصغيرة ،
و بنت ذلك الحاجزالفولازى بين حياتنا .أمسك بيد الهاتف لكى أخبره بكل شيئ يجب فهمه ..
و أعود و ما أن أسمع صوته يرتابنى
خوفا يهز كيانى و يشل قدرتى على التعبير .
هل سيكون قدر صدماتى التى لا يتوقعها من بريئته ؟؟؟
أحضر سماعة التلفون .. أرتقب مع الصوت الذى يزيد من ضربات قلبى
ينتابنى إحساس بالألم بترك آخر شيئ يفكرنى بنفسى التى ذهبت مع الرياح ..
ألم بترك إنسان لا يستحق هذا الجرح العميق بسكينة حبى ..
تمتم عباراتى بين مناداة و حديثى بلسان قلبى
حبيبى لقد طالت غيبتى ، و لكنى كما الفراش أعود إلى قنديل
حبنا فى مطلع كل دهر.
أحبك .. أحبك بقدر الأيام التى بعدت فيها عنك و أشتاقك كشوقى إلى نفسى التى أود
الإرتماء فى أحضانها .. سأحارب من أجلك كل الكون ونفسى المترددة !
ربما لم تكن هى أصح الكلمات التى يجب على قولها فى لحظة كهذه ، و ربما لم تكن هى
الطريقة الأمثل لقرار كالفراق !
عندها خزلنى لسانى و أجبرنى حنينى إلى الماى إلى الرجوع إلى نفس الدوامة اللا منتهية !!
فهل سأمثل الحب الأبدى من جديد ؟؟؟
عندها يبتدى سطر آخر لنسبح أعماق نفس القصة من جديد و تكر الأحداث مجراها
أسمع صوته واهيا من سماعة التلفون التى سقطت من يدى
أرفعها و أغلق خط الهاتف .